روان الجهني أثناء مذاكرتها
تستعد الطفلة روان الجهني (10 سنوات) لإطلاق دورتها التدريبية الثانية في جمعية الشقائق بجدة، والتي تتناول العلاقات الأسرية بعنوان (أمي صديقتي)، حيث ستقدم ورشة عمل للمشاركات على هامش الدورة، لتحفيزهن على بناء علاقات وثيقة مع أمهاتهن.
تقول روان الطالبة بالصف الخامس بالابتدائية الـ170 بجدة "عايشت معاناة العديد من الفتيات بسبب الجمود العاطفي بينهن وبين أمهاتهن، حيث كن يأملن بإيجاد طريق لكسر هذا الجمود، وخلق مساحة من الحوار والمناقشة، إلا أن الخجل وانشغال الأم عنهن كان عائقاً كبيراً".
وتضيف "سأقدم دورة في جمعية الشقائق التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية بجدة في الثاني من شهر ديسمبر المقبل، سأطرح فيها بعض التجارب السلبية والإيجابية فيما يتعلق بعلاقة الفتاة بأمها، مع توضيح أهمية أن تبادر الفتاة، وتحاول مد جسور الصداقة مع الأم، وسأقدم الدورة للفتيات من 6- 15 سنه، وآمل أن تتاح لي الفرصة لتقديمها للأمهات"، مؤكدة على أن الكبار مهما أجروا الأبحاث والدراسات حول نفسية الطفل ومتطلباته، فلن يستطيعوا وصفها وإيصالها، ولن يكون لها نفس التأثير الذي يفعله الطفل.
تأتي تلك الدورة لروان بعد النجاح والحضور الكثيف لدورتها التدريبية الأولى، والتي قدمت من خلالها كيفية استخدام الأطفال للخرائط الذهنية في استذكار دروسهم، وكل ما يتعلق بحياتهم من سفر وتنظيم الوقت وغيره.
مهارة في الإقناع
لم تدرك أسرة روان أن طفلتهم باستطاعتها اعتلاء منصة ومخاطبة ما يزيد عن 60 شخص بهدف تدريبهم وإقناعهم والتأثير فيهم، إلا بعدما لاحظوا مهاراتها في فن الإقناع من خلال مناقشاتهم داخل الأسرة.
يقول والد روان موسى الجهني إنه لاحظ الأسلوب الشيق والمؤثر الذي تستخدمه روان إذا أرادت إقناعه بشيء ما، كما أن لها دوماً وجهة نظر في كل ما يتعلق بالأسرة، وتحب النقاش والحوار والتعبير عن رأيها، ما دفعه لتنظيم دورة تدريبية لتقدمها روان لأطفال العائلة داخل المنزل، مشيراً إلى أنه عندما تابع أسلوبها، وطريقة إلقائها انتابه شعور بالفرح والخوف في آن واحد، حيث أدرك أنه أمام متحدثة لبقة وشخصية مؤثرة لابد من دعمها والاهتمام بها وتشجيعها.
ويضيف الجهني أنه ينصح ابنته دوماً بالمزيد من الاطلاع، بعد أن اكتشف مدى استمتاعها بهذه الهواية، حتى أنها لم تعد تشاهد أفلام الكرتون مثل أقرانها، بل تستغل أي فرصة للانفراد بكتاب ما لتنهل منه المعرفة.
صداقة الأم
من جهتها تشير والدتها مريم الجهني إلى أن روان أظهرت مدى اختلافها عن أقرانها منذ نعومة أظافرها، فكانت أسرعهم في تعلم المشي والكلام والمهارات المختلفة، وتضيف أنها تساعدها في اختيار الكتب وتصميم العرض التقديمي الذي تستخدمه أثناء إلقائها الدورات التدريبية وتدعمها دوماً، مؤكدة على أن علاقتها بروان علاقة صداقة أكثر من علاقة أم بابنتها.
وعن أحدث مشاريعها تشير روان إلى أنها تنتظر الحصول على براءة اختراع لمشروع قامت بتنفيذه، وهو (المحراث المائي) موضحة أنه في بعض الأحيان قد يصعب على الشخص حرث الأرض الجافة، لهذا قامت باختراع جهاز محراث موصل بخزان محمول، يقوم برش الأرض الجافة أثناء حرثها، وتتساءل عن سبب قلة عدد العلماء العرب، وعدم اهتمام الإعلام بهم بقدر الاهتمام بالعلماء الغرب.
مراكز تدريبية للأطفال
وتطالب روان بإنشاء مراكز تدريبية للأطفال تتضمن مكتبة عامه في كل حي من أحياء جدة، لتشجيع الأطفال على القراءة والمشاركة في كل القرارات التي لها علاقة بالطفل، كما أنها تأمل تمثيل السعودية في اليونيسيف، والصعود للفضاء، ورفع العلم السعودي على المريخ.
وتقول اختصاصية التدريب بجمعية الشقائق بجدة سمية العمودي "انضمت روان إلى برنامج الطفولة الواعدة بالجمعية الصيف الماضي، وتميزت في دورة فن الإلقاء، وقامت بتنمية موهبتها مما أهلها للمشاركة في النشاطات المدرسية، ولكنها فضلت الانضمام لبعض الدورات التدريبية الخاصة بالكبار، من ضمنها البرنامج التدريبي الخاص بالخرائط الذهنية، وهو برنامج يساعد الطفلة على ترتيب الأفكار وسهولة الحفظ، وكانت أصغر متدربة. بعد ذلك طلبت روان من الجمعية أن تقوم بنفسها بتنفيذ دورة تدريبية للأطفال عن الخرائط الذهنية، ونجحت في ذلك.
مع تمنياتنا لأصغر مدربة سعودية بالتوفيق في دورتها و أن تتميز دوماً و أقر الله بها عيون والديها و عيون الوطن و أبنائه المخلصين.
و رسالة نرسلها لكل الأباء و الأمهات و الأخوة و المعلمين و المعلمات في جميع مراحل التعليم بدعم أبنائنا فهناك ملايين مثل روان ولكن ينقصهم الدعم و التشجيع و المساندة فلا تحرومنا من مثل هولاء رجاءً.