الجلوس على الرماح
مشعل السديري
هل صحيح أن الرجل الذي لم يغضب امرأة قط في حياته، إنما هو إنسان فاشل؟! اعتقد أن ذلك أمر مؤكد، (وأبصم بالعشرة).. وقد وعيت لتلك الحقيقة (الناصعة) من أول ما عرفت أن هناك كائنا في هذا العالم يقاسمني العيش ويقال له: المرأة. لهذا ما فتئت ومن أول يوم، أضع إصبعي الأوسط في عينها.
***
قال لي وهو في غاية التذمّر: قد يبني المرء لنفسه عرشاً من الرماح، ولكنه لا يستطيع أن يجلس عليها.وقد صدمته بردي عليه عندما قلت له: اسمح لي أن اعترض على ما ذكرته، لأن هناك يا عزيزي طائفة مرموقة من الناس (هوايتهم) المفضلة هي الجلوس على الرماح.
***
أعجبني سؤال أحدهم لرجل ثرثار لا يتكلم إلاّ عن نفسه بغرور منقطع النظير، وذلك عندما قاطعه بالكلام وسأله قائلاً: لو قدر لك يا (فلان) أن تعيد حياتك من جديد، فهل تعود مرة ثانية للوقوع في حب نفسك؟!والغريب أن جواب ذلك الثرثار المغرور كان: طبعاً، طبعاً.
ثم واصل حديثه من حيث انقطع وكأن شيئاً لم يكن.
***
أخذ الطبيب يتحدث لنا عن تكاثر (الفيروسات) وانتشارها ومكافحتها، وعندما أطال وأسهب في الكلام، عيل صبري فما كان مني إلاّ أن اسأله: يا حضرة الطبيب المحترم لقد استفدت شخصياً من منطقك وزدتني علماً عن الفيروسات، ولكن نورني الله يرضى عليك: ما هو السبب في ذرف (الدمعة)؟!
بهت الطبيب من سؤالي ولم يستطع الجواب، وسكت، عندها ارتحت أنا.
***
ليس كاذباً من يقول: في أيام البؤس يصبح طعم الحليب مّراً.
وليس حضرتي أيضاً كاذباً إذا زدت على كلامه قائلاً: وحتى (الشوكولاته)، بل وحتى شفاه ملكات جمال العالم الملطخة (بالروج) تصبح في تلك الأيام اشد مرارة من العلقم ـ رغم (حلاوتها.
* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط"